سياسة دولية

تقديرات بأن "نشوة نتنياهو" ستتحول إلى صداع طويل الأمد

نتنياهو يسعى إلى فرض إرادته على الولايات المتحدة- جيتي
نتنياهو يسعى إلى فرض إرادته على الولايات المتحدة- جيتي
نشرت صحيفة "كاونتر بانش" تقريرًا تناولت فيه الرد الإيراني على إسرائيل بعد أسبوع من المناورات السياسية والمكائد العسكرية؛ حيث قدم الرئيس الإيراني الجديد، الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحي، مبادرات تصالحية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما أصدر المرشد الأعلى تصريحات تعبر عن القبول بالواقع فيما بدا كأنه استسلام للأمر الواقع.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الاستخبارات الأمريكية اكتشفت اتصالات وأفادت بمعلومات من الأقمار الصناعية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر تشير إلى قرب حدوث الرد الإيراني

ورغم التحذيرات المسبقة؛ فقد فشل نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الإسرائيلي في منع عدد كبير من الصواريخ من الوصول إلى أهدافها.

اظهار أخبار متعلقة


وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني ربما استخدمت تكتيكات مستوحاة من "فن الحرب" للكاتب سون تزو لتفادي الأعين المراقِبة وخلق حالة من الارتباك.

 ويبدو أن الحرس الثوري أعد صواريخ قديمة تعمل بالوقود السائل للإطلاق بشكل علني، بينما كانت الصواريخ الحديثة في مواقع سرية تحت الأرض جاهزة لإطلاق مفاجئ.

وذكرت الصحيفة أن إيران قد أطلقت صواريخ من عائلة شهاب القديمة لتعزيز تقييم الأقمار الصناعية، ما أدى إلى الارتباك عندما تبعتها صواريخ فاتح-1 الأسرع؛ حيث إن تنوع أنواع الصواريخ جعل من الصعب على نظام الدفاع حساب المسارات بدقة، ما أدى إلى وصول العديد منها إلى أهدافها، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية وصول 20 صاروخا على الأقل إلى قاعدة نيفاتيم الجوية.

وأضافت الصحيفة أن "الانتقام الإيراني" في نيسان/ أبريل الماضي، بعد الغارة الإسرائيلية على مكاتبها القنصلية في دمشق، كان تحذيرا لإظهار قدرات الحرس الثوري، ومع ذلك، فقد أساء نتنياهو تفسير الرسالة، واعتبر التحذيرات علامات ضعف، ما زاد من غروره.

وأفادت بأن إدارة بايدن استخدمت رئيس الوزراء القطري كوسيط للتفاوض مع إيران، محذرة من أن أي رد قد يهدد وقف إطلاق النار في غزة، لكن غياب الرد الإيراني فُسِّر على أنه تشجيع لنتنياهو، ما أدى إلى توسيع حملته العسكرية.

اظهار أخبار متعلقة


وبيّنت الصحيفة أن الحرب على لبنان تصاعدت عندما "فجرت إسرائيل حوالي 3000 جهاز متفجر، وهو ما أدانته شخصيات بارزة مثل ليون بانيتا، فسياسة التهدئة التي اتبعتها إدارة بايدن منحت نتنياهو الضوء الأخضر للاستمرار في الاغتيالات خارج نطاق القضاء".

وقالت الصحيفة إن "إسرائيل أطلقت غارات جوية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 20,000 لبناني، معظمهم من المدنيين، في يوم واحد. وأمر نتنياهو الطائرات الأمريكية بإلقاء قنابل على مقرات حزب الله، بينما بارك بايدن ووزير خارجيته هذا العمل، متجاهلين الخسائر المدنية".

وأشارت إلى أن نتنياهو يسعى إلى فرض إرادته على الولايات المتحدة، متمنيًا أن تقود الهجوم على إيران، لكن إسرائيل تعرف أنها لا تستطيع شل قدرات إيران بمفردها.

واختتمت الصحيفة بأنه في حال ردت إيران على أي هجوم قادم فقد يتسبب ذلك في دمار أكبر لإسرائيل، نظراً لعدم توفرها على الكثير من البنية التحتية. وفي نهاية المطاف، فيجب أن تكون الأحداث الأخيرة بمثابة جرس إنذار لنتنياهو، محولة نشوته إلى صداع طويل الأمد.
التعليقات (0)